سفر يشوع الفصل التاسع والعاشر

 التاسع خدعة الجبعونيين

وعندما سمع جميع ملوك الحثيين والأموريين والكنعانيين والفرزيين والحويين واليبوسيين المقيمين غربي نهر الأردن المستوطنين في الجبال وفي السهول وعند ساحل البحر الأبيض المتوسط حتى حدود ساحل لبنان هذه الأمور سارعوا بتوحيد جيوشهم لمحاربة يشوع وبني إسرائيل وحين عرف أهل جبعون بما صنعه يشوع بأريحا وعاي لجأوا إلى الحيلة الماكرة فأقبلوا كوفد محملين حميرهم بعدال رثة وزقاق خمر بالية مربوطة وارتدوا نعالا بالية ومرقعة في أرجلهم ولبسوا عليهم ثيابا مهترئة وتزودوا بخبز يابس فقط، تحول إلى فتات وقدموا على يشوع في مخيم الجلجال وقالوا له ولقادة إسرائيل ها نحن قد جئنا من أرض بعيدة فاقطعوا لنا عهدا فقال قادة إسرائيل للحويين كيف نقطع لكم عهدا ؟ ربما أنتم من سكان هذه المنطقة فقالوا ليشوع نحن عبيد لك فسألهم يشوع من أنتم ومن أين أقبلتم ؟ فأجابوه لقد جاء عبيدك على اسم الرب إلهك من أرض بعيدة جدا لأننا قد سمعنا بقدرته وبكل ما أجراه على مصر وبكل ما صنعه بملكي الأموريين سيحون ملك حشبون وعوج ملك باشان، الذي في عشتاروث المقيمين في شرقي الأردن فأشار علينا شيوخنا وسائر سكان أرضنا أن نتزود لهذه الرحلة الطويلة ونأتي للقائكم ونعلن لكم أن شعبنا صار لكم عبيدا فتعالوا واقطعوا لنا عهدا هذا هو خبزنا أخذناه من بيوتنا ساخنا يوم بدأنا رحلتنا إليكم وصار الآن يابسا فتاتا وهذه هي زقاق الخمر التي كانت جديدة يوم ملأناها قد أصبحت مشققة وهذه ثيابنا ونعالنا قد بليت من طول المسير على الطريق فأخذ قادة إسرائيل من زادهم من غير استشارة الرب وعقد يشوع لهم معاهدة صلح وأبرم معهم ميثاقا للمحافظة على حياتهم وكذلك حلف لهم قادة إسرائيل وفي نهاية ثلاثة أيام بعد أن قطعوا لهم عهدا اكتشف الإسرائيليون أنهم من الحويين القريبين منهم والمقيمين في وسطهم وما لبث أن ارتحل الإسرائيليون في اليوم الثالث وجاءوا إلى مدن الحويين التي هي جبعون والكفيرة وبئيروت وقرية يعاريم فلم يهاجمهم المحاربون لأن قادة الجماعة قد أبرموا معهم عهدا حالفين بالرب إله إسرائيل فتذمر جميع الشعب على القادة فقال القادة لبني إسرائيل إننا قد حلفنا لهم بالرب إله إسرائيل ولا يمكننا الآن أن نمسهم بسوء ولا يسعنا إلا أن نستحييهم لئلا يحل علينا سخط الرب من جراء اليمين التي حلفنا بها لهم وأضافوا ليحيوا ولكن ليكونوا لكل الجماعة عبيدا يحتطبون حطبا ويستقون لهم ماء وهكذا لم ينكث القادة عهدهم واستدعاهم يشوع وقال لهم لماذا خدعتمونا مدعين أنكم تقيمون بعيدا جدا بينما أنتم ساكنون في وسطنا ؟ فلتكونوا ملعونين الآن لا ينقطع منكم العبيد ومحتطبو الحطب ومستقو الماء لبيت إلهي فأجابوا يشوع قائلين لقد بلغ عبيدك أخبار ما وعد به الرب إلهك موسى عبده أن يهبكم كل الأرض ويهلك جميع سكانها من أمامكم فخشينا جدا على أنفسنا منكم فتوسلنا بالحيلة والآن ها نحن تحت رحمتك فافعل بنا ما تراه صالحا وحقا وهكذا أنقذهم يشوع من الإسرائيليين فلم يقتلوهم ولكنه استخدمهم منذ ذلك اليوم في احتطاب الحطب واستقاء الماء لكل جماعة إسرائيل ولمذبح الرب إلى هذا اليوم في الموضع الذي يختاره الرب

العاشر احتلال أرض كنعان الجنوبية

وعندما سمع أدوني صادق ملك أورشليم أن يشوع استولى على عاي ودمرها وقتل ملكها كما صنع بأريحا وملكها وأن أهل جبعون قد صالحوا الإسرائيليين وأقاموا في وسطهم اعتراه خوف شديد لأن جبعون كانت مدينة عظيمة كإحدى المدن التي يقيم فيها الملوك وهي أعظم من عاي وكل رجالها محاربون جبابرة فبعث أدوني صادق ملك أورشليم إلى هوهام ملك حبرون وفرآم ملك يرموت ويافيع ملك لخيش ودبير ملك عجلون قائلا أقبلوا إلي وأعينوني على تدمير جبعون لأنها عقدت صلحا مع يشوع وبني إسرائيل فوحد ملوك الأموريين الخمسة جيوشهم للقيام بهجوم على جبعون

6 فأرسل أهل جبعون إلى يشوع إلى المخيم في الجلجال قائلين لا تتقاعس عن إعانة عبيدك بل أسرع إلينا وأنقذنا وأعنا لأنه قد تألب علينا جميع ملوك الأموريين المستوطنين في الجبل فانطلق يشوع من الجلجال بقواته وجنوده الأشداء فقال الرب ليشوع لا تخف منهم لأنني قد أسلمتهم إلى يدك ولن يجرؤ رجل منهم على مقاومتك فباغتهم يشوع على حين غرة إذ سار طوال الليل كله من الجلجال وألقى الرب فيهم الرعب أمام الإسرائيليين الذين هزموهم هزيمة نكراء في جبعون وتعقبوهم في طريق عقبة بيت حورون حتى بلغوا عزيقة ومقيدة وفيما هم لائذون بالفرار أمام الإسرائيليين عند منحدر بيت حورون قذفهم الرب بعاصفة من برد عظيم انهمرت عليهم من السماء حتى أشرفوا على عزيقة فماتوا وكان الذين قضى عليهم البرد أكثر من الذين قتلهم سيف بني إسرائيل

ثبات الشمس وتوقف القمر

في ذلك اليوم الذي هزم فيه الرب الأموريين أمام بني إسرائيل ابتهل يشوع إلى الرب على مسمع من الشعب ياشمس دومي على جبعون وياقمر على وادي أيلون فثبتت الشمس وتوقف القمر حتى انتقم الجيش من أعدائه أليس هذا مدونا في كتاب ياشر؟ فوقفت الشمس في كبد السماء ولم تسرع للغروب نحو يوم كامل ولم يحدث نظير ذلك اليوم لا من قبل ولا من بعد فيه استجاب الرب دعاء إنسان لأن الرب حارب حقا عن إسرائيل

قتل الملوك الخمسة

ثم رجع يشوع وجيشه إلى المخيم في الجلجال وهرب الملوك الخمسة واختبأوا في كهف في مقيدة وعندما قيل ليشوع إن الملوك الخمسة مختبئون في الكهف في مقيدة قال دحرجوا حجارة كبيرة على مدخل الكهف وأقيموا عليهم حراسا أما أنتم فتعقبوا جيش العدو وهاجموا مؤخرته ولا تدعوا محاربيه يدخلون مدنهم لأن الرب قد أسلمهم إليكم وبعد أن هزم يشوع وبنو إسرائيل الملوك الخمسة هزيمة فادحة ولم ينج منهم إلا قلة من الشاردين الذين لجأوا إلى المدن الحصينة رجع بنو إسرائيل إلى المخيم في مقيدة بسلام حيث كان يشوع ولم يجرؤ أحد على معارضتهم ثم قال يشوع افتحوا مدخل الكهف وأخرجوا إلي الملوك الخمسة فنفذوا أمره وأخرجوا الملوك الخمسة ملك أورشليم وملك حبرون وملك يرموت وملك لخيش وملك عجلون وما إن أقبلوا بهم إليه حتى استدعى كل محاربيه وقال لقادتهم الذين ساروا معه تقدموا وطئوا بأرجلكم رقاب هؤلاء الملوك ففعلوا كذلك فقال لهم يشوع لا تخافوا ولا تجزعوا بل تقووا وتشجعوا لأنه هكذا يصنع الرب بجميع أعدائكم الذين تحاربونهم ثم قتلهم يشوع بعد ذلك وعلق جثثهم على خمسة أشجار حتى المساء وعند غروب الشمس أمر يشوع فأنزلوهم عنها وطرحوهم في الكهف الذي لجأوا إليه وسدوا مدخله بحجارة كبيرة باقية إلى هذا اليوم

تمام احتلال أرض كنعان الجنوبية

واستولى يشوع في ذلك اليوم على مقيدة وقتل بالسيف ملكها وكل نفس فيها لم يفلت منها ناج وصنع بملك مقيدة ما صنعه بملك أريحا ثم توجه يشوع على رأس جيشه من مقيدة إلى لبنة وحاربها فأسلمها الرب هي أيضا إلى يد إسرائيل مع ملكها فدمرها وقتل كل نفس فيها بحد السيف فلم يفلت منها ناج وصنع بملكها ما صنعه بملك أريحا بعد ذلك تقدم يشوع من لبنة إلى لخيش وحاصرها وهاجمها فأسلم الرب لخيش إلى يد إسرائيل فاستولوا عليها في اليوم التالي ودمروها وقتلوا كل نفس فيها بحد السيف نظير ما صنعوا بلبنة عندئذ أقبل هورام ملك جازر لمعونة لخيش فقضى يشوع عليه وعلى جيشه فلم يفلت منهم ناج ثم تحرك يشوع وجيش إسرائيل من لخيش نحو عجلون فحاصروها وحاربوها واستولوا عليها في ذلك اليوم ودمروها وقضوا على كل نفس فيها بحد السيف على غرار ما صنعوا بلخيش ثم اتجه يشوع بقواته من عجلون إلى حبرون وهاجموها واستولوا عليها ودمروها مع بقية ضواحيها التابعة لها وقتلوا ملكها وكل نفس فيها بحد السيف فلم يفلت منها ناج على غرار ما صنعوا بعجلون وهكذا قضوا على كل نفس فيها ثم عاد يشوع إلى دبير وهاجمها واستولى عليها ودمرها مع ضواحيها وقتل ملكها وكل نفس فيها بحد السيف فلم يفلت منها ناج فصنع بدبير وملكها نظير ما صنع بلبنة وملكها وهكذا هاجم يشوع كل أرض الجبل والمناطق السهلية والسفح ودمرها وقتل كل ملوكها ولم يفلت منها ناج بل قضى على كل حي كما أمر الرب إله إسرائيل وهكذا أخضع يشوع المنطقة بدءا من قادش برنيع إلى غزة بما في ذلك منطقة جوشن وجبعون وظفر يشوع بجميع هؤلاء الملوك واستولى على أرضهم دفعة واحدة لأن الرب إله إسرائيل حارب عنهم ثم رجع يشوع وجميع جيشه معه إلى المخيم إلى الجلجال

تعليقات