سفر يشوع الفصل الاول والثاني

 الاول وعود الرب ليشوع

بعد موت موسى عبد الرب قال الرب ليشوع بن نون خادم موسى والآن وقد مات موسى عبدي قم واعبر نهر الأردن هذا أنت وهذا الشعب كله إلى الأرض التي أنا واهبها لبني إسرائيل كل موضع تطؤه بطون أقدامكم أهبه لكم كما وعدت موسى فتمتد حدودكم من صحراء النقب في الجنوب إلى جبال لبنان في الشمال ومن البحر الأبيض المتوسط في الغرب إلى نهر الفرات في الشرق بما في ذلك بلاد الحثيين ولن يقدر أحد أن يقاومك كل أيام حياتك لأني سأكون معك كما كنت مع موسى لن أهملك ولن أتركك تقو وتشجع لأنك أنت الذي ستوزع على هذا الشعب الأرض التي حلفت لآبائهم أن أهبها لهم كن شديد البأس ثابت القلب ولتطع كل حرف من حروف الشريعة التي أمرك بها موسى عبدي لا تحد عنها يمينا أو شمالا لكي تفلح حيثما تتوجه واظب على ترديد كلمات هذه الشريعة وتأمل فيها ليل نهار لتمارسها بحرص بموجب ما ورد فيها فيحالفك النجاح والتوفيق ألم آمرك ؟ إذن تقو وتشجع لا ترهب ولا تجزع لأن الرب إلهك معك حيثما تتوجه

استعدادات لعبور نهر الأردن

فأمر يشوع عرفاء الشعب أن يجولوا في وسط المخيم ويأمروا الشعب أن يجهزوا لأنفسهم طعاما لأنهم بعد ثلاثة أيام يعبرون نهر الأردن ليدخلوا لامتلاك الأرض التي يهبها الرب إلههم لهم ليرثوها ثم قال يشوع للرأوبينيين والجاديين ونصف سبط منسى اذكروا ما أوصاكم به موسى عبد الرب قائلا لقد أراحكم الرب إلهكم وأعطاكم هذه الأرض فلتمكث نساؤكم وأطفالكم ومواشيكم في الأرض التي قسمها لكم موسى وراء نهر الأردن أما أنتم كل أبطال الحرب الأقوياء منكم فتعبرون مدججين بالسلاح أمام إخوتكم لتعينوهم حتى يريح الرب إخوتكم مثلكم ويمتلكوا هم أيضا الأرض التي يهبها الرب إلهكم لهم ثم ترجعون إلى أرض ميراثكم التي قسمها لكم موسى عبد الرب في ما وراء نهر الأردن شرقا وتمتلكونها فأجابوا يشوع كل ما أمرتنا به ننفذه وحيثما ترسلنا نذهب وكما أطعنا موسى نطيعك وليكن الرب إلهك معك كما كان مع موسى وكل من يعصى أمرك ولا يطيع كلامك يكون القتل جزاءه إنما تقو وتشجع

الثاني دخول الجاسوسين إلى أريحا

فأرسل يشوع بن نون سرا من مخيم شطيم جاسوسين قائلا اذهبا واستكشفا الأرض وأريحا فانطلقا ودخلا بيت امرأة زانية اسمها راحاب وباتا هناك فقيل لملك أريحا لقد تسلل هنا رجلان من بني إسرائيل ليتجسسا الأرض فوجه ملك أريحا إلى راحاب أمرا قائلا أخرجي الجاسوسين اللذين قدما عليك ودخلا بيتك لأنهما قد جاءا ليستكشفا الأرض كلها

راحاب تخبيء الجاسوسين

فأخذت المرأة الرجلين وخبأتهما وقالت نعم جاء إلي الرجلان ولم أعرف من أين أقبلا وقد غادرا المنزل قبل إغلاق باب المدينة عند حلول الظلام ولست أعلم أين اتجها فهيا اسعوا وراءهما حتى تلحقوا بهما أما هي فأصعدتهما إلى السطح حيث وارتهما بين عيدان الكتان المكومة عليه فاقتفى القوم أثرهما في طريق نهر الأردن المفضية إلى المخاوض وحالما انطلق الساعون وراءهما أغلقت بوابات المدينة ثم صعدت راحاب إليهما قبل أن يرقدا وقالت لهما لقد علمت أن الرب قد وهبكم الأرض وأن الخشية منكم قد اعترتنا فذابت قلوب جميع سكان الأرض خوفا منكم لأننا سمعنا كيف شق الرب لكم طريقا عبر مياه البحر الأحمر لدى مغادرتكم ديار مصر وما صنعتموه بملكي الأموريين سيحون وعوج اللذين في شرقي الأردن وكيف قضيتم عليهما لقد بلغتنا هذه الأخبار فذابت قلوبنا من الخوف ولم تبق بعد روح في إنسان رعبا منكم لأن الرب إلهكم هو رب السماء والأرض فالآن احلفا لي بالرب وأعطياني علامة أمان فقد صنعت معكما معروفا فاصنعا أنتما أيضا معروفا مع بيت أبي واستحييا أبي وأمي وإخوتي وأخواتي وكل ما لهم وأنقذا أنفسنا من الموت فأجابها الرجلان لتكن أنفسنا فداء أنفسكم شرط ألا تفشوا أمرنا هذا وإذا وهبنا الرب الأرض فإننا نصنع معك معروفا بكل أمانة فدلتهما بحبل من الكوة إذ كان بيتها ملاصقا لسور المدينة حيث كانت تقيم وقالت لهما اتجها نحو الجبل لئلا يصادفكما السعاة وتواريا هناك ثلاثة أيام حتى يرجعوا ثم امضيا في طريقكما فقال لها الرجلان سنكون بريئين من اليمين التي حلفتنا به إلا إذا ربطت لدى دخولنا إلى الأرض هذا الحبل المصنوع من خيوط القرمز في الكوة التي دليتنا منها وجمعت إليك في البيت أباك وأمك وإخوتك وسائر بيت أبيك وكل من يغادر منزلك يكون دمه على رأسه ونحن نكون بريئين وأما كل من يكون معك في البيت فدمه على رأسنا إن أصابته يد بأذى وإن أفشيت أمرنا فإننا نكون في حل من يميننا فأجابت فليكن حسب قولكما وصرفتهما فانطلقا أما هي فربطت حبل القرمز في الكوة فاتجها نحو الجبل حيث لبثا هناك ثلاثة أيام إلى أن رجع السعاة بعد أن بحثوا عنهما في كل الطريق من غير أن يعثروا لهما على أثر ثم انحدر الرجلان من الجبل وجاءا إلى يشوع بن نون وحدثاه بكل ما جرى معهما وقالا ليشوع إن الرب قد وهبنا الأرض وقد خارت قلوب سكانها رعبا منا

تعليقات