سفر يشوع بن نون وفتح الأراضي
فتح الأرض من الفصل الأول إلى الفصل الثاني عشر
بعد الفصل الأول وهو فصل تمهيدي روي أن يشوع أرسل جاسوسين إلى أريحا فأضفتهما راحاب
ثم عبر الشعب نهر الأردن قبالة أريحا وعسكر في الجلجال الفصلان الثالث والرابع وختن هناك وأقام اول فصح في أرض كنعان الفصل الخامس
وفي فلسطين الوسطى باشر الفتح بالاستيلاء على أريحا الفصل السادس ثم على العي الفصل الثامن وفي أثناء ذلك كشفت خطيئة عاكان الفصل السابع
وقطع يشوع عهداً لسكان جبعون الفصل التاسع فأدى ذلك إلى تحالف قام به ملك أورشليم على شعب إسرائيل وإلى معركة جبعون الفصل العاشر
وأما فلسطين الشمالية فواجه الشعب تحالفاً قام به ملك حاصور فأحرق الشعب مدينته الفصل الحادي عشر
وفي الفصل الثاني عشر جدول يلخص قائمة للمدن التي فتحوها
سفر يشوع بن نون الفصل الاول
وكان بعد وفاة موسى عبد الرب أن الرب كلم يشوع بن نون مساعد موسى قائلا إن موسى عبدي قد مات فقم الآن واعبر الأردن هذا أنت وكل هذا الشعب إلى الأرض التي أنا معطيها لبني إسرائيل كل مكان تطأه أخامص أقدامكم لكم أعطيته كما قلت لموسى من البرية ولبنان هذا إلى النهر الكبير نهر الفرات كل أرض الحثيين وإلى البحر الكبير الذي في جهة مغارب الشمس تكون أراضيكم فلا يقف أحد أمامك طول أيام حياتك كما كنت مع موسى أكون معك لا أهملك ولا أتركك تشدد وتشجع فإنك أنت تورث هذا الشعب الأرض التي أقسمت لآبائه أن أعطيهم إياها إنما تشدد وتشجع جدا لتحرص على العمل بكل الشريعة التي أمرك بها موسى عبدي لا تحد عنها يمنة ولا يسرة لكي تنجح حيثما توجهت لا يبرح سفر هذه التوراة من فمك بل تأمل فيه نهارا وليلا لتحرص على العمل بكل ما كتب فيه فإنك حينئذ تيسر طرقك وحينئذ تنجح ألم آمرك تشدد وتشجع لا ترتعد ولا تفزع لأن الرب إلهك معك حيثما ذهبت فأسر يشوع كتبة الشعب قائلا اعبروا في وسط المخيم ومروا الشعب قائلين أعدوا لكم زادا لأنكم بعد ثلاثة أيام تعبرون الأردن هذا لكي تدخلوا فترثوا الأرض التي يعطيكم الرب إلهكم إياها لترثوها ثم كلم يشوع الرأوبينيين والجاديين ونصف سبط منسى قائلا اذكروا ما أمركم به موسى عبد الرب قائلا إن الرب إلهكم قد أراحكم وأعطاكم هذه الأرض نساؤكم وأطفالكم ومواشيكم يقيمون في الأرض التي أعطاكم موسى إياهما في عبر الأردن وأنتم تعبرون مسلحين أمام إخوتكم كل محارب باسل وتساعدونهم إلى أن يريح الرب إخوتكم مثلكم ويرثوا هم أيضا الأرض التي الرب إلهكم معطيهم إياها ثم ترجعون إلى أرض ميراثكم التي أعطاكم إياها موسى عبد الرب في عبر الأردن من جهة مشرق الشمس وترثونها فأجابوا يشوع قائلين كل ما أمرتنا به نفعله وحيثما أرسلتنا نذهب في كل ما أطعنا به موسى نطيعك على أن يكون الرب إلهك معك كما كان مع موسى كل من يعصي أمرك ولا يسمع كلامك في كل ما تأمره به يقتل إنما تشدد وتشجع
سفر يشوع بن نون الفصل الثاني
فأرسل يشوع بن نون رجلين من شطيم جاسوسين خفية قائلا إمضيا وانظرا الأرض وأريحا فمضيا ودخلا بيت امرأة زانية اسمها راحاب وباتا هناك فقيل لملك أريحا قدم إلى هنا هذه الليلة رجلان من بني إسرائيل؟ليتجسسا الأرض فأرسل ملك أريحا إلى راحاب قائلا أخرجي الرجلين اللذين أتياك ودخلا بيتك فإنهما أتيا ليتجسسا الأرض كلها فأخذت المرأة الرجلين وأخفتهما وقالت نعم أتاني الرجلان لكني لم أعلم من أين هما وقد كان عند إغلاق الباب وقت الظلام أن خرج الرجلان ولا أدري أين ذهبا فبادروا في إثرهما فإنكم تدركونهما وكانت قد أصعدتهما السطح وأخفتهما تحت سوق كتان لها مصفوفة على السطح فجد القوم في إثرهما في طريق الأردن إلى المخاوض وحالما خرج الذين جدوا في إثرهما أغلق الباب وأما هما فقبل أن يضجعا صعدت إليهما إلى السطح وقالت لهما قد علمت أن الرب أعطاكم هذه الأرض وقد حل بنا رعبكم وجميع سكان هذه الأرض قد انحلوا أمامكم لأننا قد سمعنا كيف جفف الرب مياه بحر القصب قدامكم عند خروجكم من مصر وما صنعتم بملكى الأموريين اللذين في عبر الأردن سيحون وعوج اللذين حرمتموهما سمعنا فذابت قلوبنا ولم يبق في أحد روح أمامكم لأن الرب إلهكم هو إله في السماء من فوق وعلى الأرض من أسفل والآن احلفا في لي بالرب لأني قد صنعت إليكما رحمة أن تصنعا أنتما أيضا رحمة إلى بيت أبى وتعطياني علامة ثابتة وتبقيا على أبي وأمي وإخوتي وكل ما هو لهم وتنجيا أنفسنا من الموت فقال لها الرجلان أنفسنا تموت فداكم إذا لم تذيعوا أمرنا هذا وإذا أعطانا الرب الأرض صنعنا إليك رحمة ووفاء فدلتهما بحبل من الكوة لأن بيتها في حائط السور وهي ساكنة في السور وقالت لهما إذهبا في طريق الجبل لئلا يجدكما المطاردون واختبئا هناك ثلاثة أيام حتى يرجع المطاردون ثم تمضيان في طريقكما فقال لها الرجلان نحن بريئان من يمينك هذه التي استحلفتنا بها ها نحن داخلان الأرض فاعقدي هذا السلك من خيوط القرمز في الكوة التي دليتنا منها واجمعي أباك وأمك وإخوتك كل بيت أبيك عندك في منزلك فيكون أن كل من يخرج من باب منزلك إلى الخارج يكون دمه على رأسه ونحن بريئان وكل من كان معك في المنزل يكون دمه على رأسنا إذا مدت عليه يد وإن أنت أذعت أمرنا هذا فنحن بريئان من يمينك التي استحلفتنا بها فقالت المرأة فليكن كما قلتما وصرفتهما فانطلقا وعقدت المرأة سلك القرمز في الكوة وأما هما فسارا ووصلا إلى الجبل وأقاما هناك ثلاثة أيام إلى أن عاد المطاردون وقد طلبوهما في كل طريق فلم يجدوهما ورجع الرجلان ونزلا من الجبل وعبرا وأتيا يشوع بن نون وحدثاه بكل ما جرى لهما وقالا ليشوع إن الرب قد أسلم إلى أيدينا كل الأرض وقد انحل جميع سكانها أمامنا
سفر يشوع بن نون الفصل الثالث
فبكر يشوع في الصباح ورحل من شطيم وأقبل إلى الأردن هو وجميع بني إسرائيل وباتوا هناك قبل أن يعبروا وكان بعد ثلاثة أيام أن عبر الكتبة في وسط المخيم وأمروا الشعب قائلين إذا رأيتم تابوت عهد الرب إلهكم والكهنة اللاويين يحملونه فارحلوا من مكانكم واتبعوه ولكن ليكن بينكم وبينه نحو ألفي ذراع من المسافة ولا تدنوا منه وذلك لتعرفوا الطريق التي تسيرون فيها لأنكم لم تسلكوها بالأمس فما قبل وقال يشوع للشعب تقدسوا لأن الرب في غد يصنع وسطكم عجائب وكلم يشوع الكهنة قائلا إحملوا تابوت العهد واعبروا أمام الشعب فحملوا تابوت العهد وساروا أمام الشعب فقال الرب ليشوع في هذا اليوم أبدأ بتعظيمك في عيون إسرائيل كله حتى يعلم أني كما كنت مع موسى أكون معك وأنت فمر الكهنة حاملي تابوت العهد قائلا إذا وصلتم إلى ضفة مياه الأردن فقفوا في الأردن وقال يشوع لبني إسرائيل اقتربوا واسمعوا كلام الرب إلهكم وقال يشوع بهذا تعلمون أن الله الحي هو في وسطكم وأنه يطرد من وجهكم الكنعاني والحثي والحوي والفرزي والجرجاشي والأموري واليبوسي هوذا تابوت عهد رب الأرض كلها عابر قدامكم في الأردن والآن فخذوا لكم اثني عشر رجلا من أسباط إسرائيل من كل سبط رجلا ويكون عند وضع أخامص أقدام الكهنة حاملي تابوت عهد الرب سيد الأرض كلها، في مياه الأردن أن مياه الأردن تنفلق والمياه المنحدرة من عالية النهر تقف كتلة واحدة فلما رحل الشعب من خيامه ليعبر الأردن كان الكهنة حاملين تابوت العهد قدام الشعب فلما وصل حاملو التابوت إلى الأردن ووطئت أقدام الكهنة حاملي التابوت ضفة المياه والأردن طافح من جميع شطوطه كل أيام الحصاد وقف الماء لمنحدر من عالية النهر وقام كتلة واحدة على مسافة كبيرة عند مدينة أدام بالقرب من صرتان والماء المنحدر إلى بحر عربة بحر الملح انقطع تماما وعبر الشعب قبالة أريحا فوقف الكهنة حاملو تابوت عهد الرب على اليبس في وسط الأردن راسخين وكل إسرائيل عابر على اليبس حتى انتهت الأمة كلها من عبور الأردن
سفر يشوع بن نون الفصل الرابع
وكان لما انتهت الأمة كلها من عبور الأردن أن الرب كلم يشوع قائلا خذوا لكم من الشعب اثني عشر رجلا من كل سبط رجلا ومروهم قائلين ارفعوا من ههنا من وسط الأردن من موقف أرجل الكهنة اثني عشر حجرا واعبروا بها وضعوها في المبيت الذي تبيتون فيه الليلة فدعا يشوع الاثني عثر رجلا الذين عينهم من بني إسرائيل من كل سبط رجلا وقال لهم يشوع اعبروا قدام تابوت الرب إلهكم إلى وسط الأردن وارفعوا كل رجل منكم حجرا واحدا على كتفه بعدد أسباط بني إسرائيل ليكون ذلك علامة في وسطكم فإذا سألكم غدا بنوكم وقالوا ما هذه الحجارة لكم؟تقولون لهم إن مياه الأردن قد انفلقت أمام تابوت عهد الرب عند عبوره الأردن انفلقت مياه الأردن فتكون هذه الحجارة ذكرا لبني إسرائيل للأبد فصنع كذلك بنو إسرائيل على حسب ما أمرهم يشوع وأخذوا اثني عشر حجرا من وسط الأردن كما قال الرب ليشوع على عدد بني إسرائيل وعبروا بها إلى المبيت ووضعوها هناك ونصب يشوع اثني عشر حجرا في وسط الأردن في موقف أرجل الكهنة حاملي تابوت العهد وهي هناك إلى يومنا هذا ولم يزل الكهنة حاملو التابوت واقفين في وسط الأردن إلى أن تم كل ما أمر الرب يشوع أن يقوله للشعب على حسب كل ما أمر به موسى يشوع وأسرع الشعب إلى العبور فلما انتهى كل الشعب من العبور عبر تابوت الرب والكهنة أمام الشعب وعبر بنو رأوبين وبنو جاد ونصف سبط منسى مسلحين قدام بني إسرائيل على حسب ما كان أمرهم موسى وكانوا نحو أربعين ألفا مجهزين للقتال عبروا قدام الرب للقتال إلى سهل أريحا في ذلك اليوم عظم الرب يشوع في عيون إسرائيل كله فهابوه كما هابوا موسى جميع أيام حياته وكلم الرب يشوع قائلا مر الكهنة حاملي تابوت الشهادة بأن يصعدوا من الأردن فأمر يشوع الكهنة قائلا اصعدوا من الأردن فكان عندما صعد الكهنة حاملو تابوت عهد الرب من وسط الأردن ونقلوا أخامص أقدامهم إلى اليبس أن مياه الأردن رجعت إلى مكانها وجرت كما كانت تجري من أمس فما قبل على جميع شطوطه وكان صعود الشعب من الأردن في اليوم العاشر من الشهر الأول فخيموا في الجلجال في الحدود الشرقية من أريحا والاثنا عشر حجرا التي أخذوها من الأردن نصبها يشوع في الجلجال ثم كلم بني إسرائيل قائلا إذا سأل بنوكم غدا آباءهم وقالوا ما هذه الحجارة؟تخبرون بنيكم قائلين على اليبس عبر إسرائيل الأردن هذا والرب إلهكم جفف مياه الأردن قدامكم حتى عبرتم كما صنع الرب إلهكم ببحر القصب الذي جففه قدامنا حتى عبرنا لكي تعلم جميع شعوب الأرض أن يد الرب قديرة ولكي تتقوا الرب إلهكم جميع الأيام
سفر يشوع بن نون الفصل الخامس
ولما سمع جميع ملوك الأموريين الذين في عبر الأردن جهة الغرب وجميع ملوك الكنعانيين الذين على البحر بأن الرب جفف مياه الأردن قدام بني إسرائيل حتى عبروا ذابت قلوبهم ولم يبق فيهم روح أمام بني إسرائيل في ذلك الزمان قال الرب ليشوع إصنع لك سكاكين من صوان وعد إلى ختن بني إسرائيل مرة أخرى فصنع يشوع سكاكين من صوان وختن بني إسرائيل على تل القلف وهذا سبب ختن يشوع لهم كان كل الشعب الذي خرج من مصر كل ذكر منه رجل حرب قد مات في البرية على الطريق بعد خروجه من مصر وكان كل الشعب الذي خرج من مصر قد اختتن وأما كل الشعب الذي ولد في البرية في الطريق بعد خروجه من مصر فلم يختتن لأن بني إسرائيل ساروا أربعين سنة في البرية إلى أن انقرضت الأمة كلها رجال الحرب الخارجين من مصر الذين لم يطيعوا أمر الرب الذين أقسم الرب أن لا يريهم الأرض التي أقسم لآبائهم أن يعطينا إياها أرضا تدر لبنا حليبا وعسلا وبنوهم الذين أقامهم مكانهم هم الذين ختنهم يشوع لأنهم كانوا قلفا إذ لم يختتنوا في الطريق ولما انتهت الأمة كلها من الاختتان أقاموا مكانهم في المخيم إلى أن برئوا فقال الرب ليشوع اليوم رفعت عار المصريين عنكم فدعي ذلك المكان الجلجال إلى هذا اليوم وخيم بنو إسرائيل بالجلجال وأقاموا الفصح في اليوم الرابع عشر من الشهر مساء في سهل أريحا وأكلوا من غلة الأرض في الغد بعد الفصح فطيرا وفريكا في ذلك اليوم عينه فانقطع المن من الغد منذ أكلوا من غلة الأرض فلم يكن لبني إسرائيل من بعد ذلك وأكلوا من غلة أرض كنعان في تلك السنة ولما كان يشوع عند أريحا رفع عينيه ونظر فإذا رجل واقف أمامه وسيفه في يده مسلولا فأقبل عليه يشوع وقال له أمنا أنت أم من أعدائنا؟فقال كلا بل أنا رئيس جند الرب والآن جئت فسقط يشوع على وجهه على الأرض وسجد وقال ماذا يقول سيدي لعبده؟فقال رئيس جند الرب ليشوع إخلع نعليك من رجليك فإن المكان الذي أنت قائم فيه مقدس في يشوع كذلك
سفر يشوع بن نون الفصل السادس
وكانت أريحا مغلقة مقفلة بسبب بني إسرائيل ولم يكن أحد يخرج منها ولا أحد يدخلها فقال الرب ليشوع انظر إني قد أسلمت أريحا وملكها إلى يدك وهم محاربون بواسل تطوفون حول المدينة جميع رجال القتال مرة واحدة هكذا تفعلون ستة أيام ويحمل سبعة كهنة سبعة أبواق من قرون الكباش أمام التابوت وفي اليوم السابع تطوفون حول المدينة سبع مرات وينفخ الكهنة في الأبواق ويكون إذا امتد صوت قرن الكبش إذا سمعتم صوت البوق أن كل الشعب يهتف هتافا شديدا فيسقط سور المدينة في مكانه فيصعد الشعب كل واحد على وجهه فدعا يشوع بن نون الكهنة وقال لهم إحملوا تابوت العهد وليحمل سبعة كهنة سبعة أبواق من قرون الكباش قدام تابوت الرب وقال للشعب اعبروا وطوفوا حول المدينة وليسر كل مسلح أمام تابوت الرب فكان كما قال يشوع للشعب سار سبعة كهنة حاملين سبعة أبواق من قرون الكباش أمام الرب وعبروا ونفخوا في الأبواق وتابوت عهد الرب سائر وراءهم والمسلحون سائرون قدام الكهنة النافخين في الأبواق والمؤخرة سائرة وراء التابوت تمشي وتنفخ في الأبواق وأمر يشوع الشعب قائلا لا تهتفوا ولا تسمعوا أصواتكم ولا يخرج من أفواهكم كلمة إلى يوم أقول لكم اهتفوا فتهتفون فطاف تابوت الرب حول المدينة مرة واحدة ثم عادوا إلى المخيم وباتوا في المخيم ثم بكر يشوع في الصباح وحمل الكهنة تابوت الرب والسبعة الكهنة حاملو سبعة أبواق من قرون الكباش قدام تابوت الرب يسيرون وينفخون في الأبواق والمسلحون سائرون أمامهم والمؤخرة سائرة وراء تابوت الرب تمشي وتنفخ في الأبواق في اليوم الثاني طافوا حول المدينة مرة واحدة ثم عادوا إلى المخيم وفعلوا كذلك ستة أيام ولما كان اليوم السابع بكروا عند طلوع الفجر وطافوا حول المدينة على هذا المنوال سبع مرات في ذلك اليوم فقط طافوا حول المدينة سبع مرات فلما كانت المرة السابعة نفخ الكهنة في الأبواق فقال يشوع للشعب اهتفوا فقد أسلم الرب المدينة إليكم ولتكن المدينة بكل ما فيها محرمة للرب ولكن راحاب الزانية تحيا وجميع من معها في بيتها لأنها أخفت الرسولين اللذين بعثناهما أما أنتم فاحذروا المحرم لئلا تستهويكم الشهوة فتأخذوا شيئا من المحرم فتجعلوا مخيم إسرائيل محرما وتجلبوا له النحس كل فضة وذهب وآنية نحاس أو حديد فهو قدس للرب يدخل خزانة الرب فهتف الشعب ونفخ في الأبواق فكان عند سماع الشعب صوت البوق أن الشعب هتف هتافا شديدا فسقط السور في مكانه فصعد الشعب إلى المدينة كل واحد على وجهه واستولوا على المدينة وحرموا كل ما في المدينة من الرجل وحتى المرأة ومن الشاب وحتى الشيخ حتى البقر والغنم والحمير فقتلوهم بحد السيف وقال يشوع للرجلين اللذين تجسسا الأرض ادخلا بيت المرأة الزانية وأخرجا منه المرأة وكل ما هو لها كما حلفتما لها فدخل الشابان الجاسوسان وأخرجا راحاب وأباها وأمها وإخوتها كل ما هو لها وسائر عشيرتها وأقاموهم في خارج مخيم إسرائيل وأحرقوا المدينة وكل ما فيها بالنار إلا الفضة والذهب وآنية النحاس والحديد فإنهم جعلوها في خزانة بيت الرب وراحاب الزانية وبيت أبيها كل ما هو لها أبقى يشوع عليهم وأقامت بين بني إسرائيل إلى هذا اليوم لأنها أخفت الرسولين اللذين أرسلهما يشوع لتجسس أريحا وأقسم يشوع في ذلك الوقت قائلا ملعون لدى الرب الرجل الذي ينهض ويبني هذه المدينة أريحا بحياة بكره يؤسسها وبحياة أصغر بنيه ينصب أبوابها وكان الرب مع يشوع وذاع خبره في تلك الأرض كلها
سفر يشوع بن نون الفصل السابع
وخالف بنو إسرائيل أمر المحرم فأخذ عاكان بن كرمي بن زبدي بن زارخ من سبط يهوذا من المحرم فاتقد غضب الرب على بني إسرائيل وأرسل يشوع قوسا من أريحا إلى العي التي عند بيت آون شرقي بيت إيل وكلمهم قائلا إصعدوا وتجسسوا الأرض فصعد القوم وتجسسوا العي ثم عادوا إلى يشوع فقالوا له لا يصعد كل الشعب بل يصعد نحو ألفي رجل أو ثلاثة آلاف رجل ويضربوا العي لا تكلف كل الشعب إلى هناك فإن أهلها قلائل فصعد من الشعب نحو ثلاثة آلاف رجل فانهزموا تجاه رجال العي وقتل منهم رجال العي نحو ستة وثلاثين رجلا وطاردوهم من قدام الباب إلى شباريم ثم ضربوهم في المنحدر فذاب قلب الشعب وصار مثل الماءفمزق يشوع ثيابه وسقط على وجهه إلى الأرض قدام تابوت الرب إلى المساء هو وشيوخ إسرائيل ووضعوا التراب على رؤوسهم وقال يشوع آه أيها السيد الرب لماذا عبرت هذا الشعب الأردن عبورا لتسلمنا إلى يد الأموري حتى يبيدنا؟يا ليتنا كنا ارتضينا وأقمنا بعبر الأردن أيها السيد ماذا أقول بعدما ولى إسرائيل مدبرا من وجور أعدائه؟يسمع الكنعاني وجميع سكان الأرض فيحيطون بنا ويمحون اسمنا من الأرض فماذا تصنع لاسمك العظيم؟فقال الرب ليشوع قم فلماذا أنت ساقط على وجهك؟قد خطئ إسرائيل وتعدى عهدي الذي أمرته به وأخذ من المحرم بل سرق وأخفى وجعل في أمتعته فلن يقدر بنو إسرائيل أن يثبتوا أمام أعدائهم بل يولون مدبرين من وجه أعدائهم لأنهم قد صاروا محرمين فلا أعود أكون معكم ما لم تستأصلوا المحرم من وسطكم قم فقدس الشعب وقل تقدسوا للغد فإنه هكذا قال الرب إله إسرائيل المحرم فيما بينكم يا إسرائيل فلا تقدرون أن تثبتوا أمام أعدائكم حتى تبعدوا المحرم من وسطكم فإذا أصبحتم فتقدموا بأسباطكم فيكون أن السبط الذي يختاره الرب بالقرعة يتقدم بعشائره والعشيرة التي يختارها الرب بالقرعة تتقدم ببيوتها والبيت الذي يختاره الرب بالقرعة يتقدم برجاله ويكون أن المختار بالقرعة في أمر المحرم يحرق بالنار هو وكل ما له لأنه تعدى عهد الرب وصنع منكرا في إسرائيل فبكر يشوع في الصباح وقدم إسرائيل بحسب أسباطهم فوقعت القرعة على سبط يهوذا وقدم سبط يهوذا فوقعت القرعة على عشير الزارحيين وقدم عشيرة الزارحيين برجالها فوقعت القرعة على زبدي وقدم بيته برجاله فوقعت القرعة على عاكان بن كرمي بن زبدي بن زارح من سبط يهوذا فقال يشوع لعاكان يا ولدي مجد الرب إله إسرائيل واحمده وأخبرني بما فعلت ولا تكتمني فأجاب عاكان يشوع وقال لاشك أفي خطئت إلى الرب إله إسرائيل وفعلت كذا وكذا رأيت في الغنيمة رداء بابليا حسنا ومئتي مثقال فضة وسبيكة من ذهب وزنها خمسون مثقالا فاشتهيتها وأخذتها وها هي مدفونة في الأرض في وسط خيمتي والفضة تحتها فأسل يشوع رسلا فأسرعوا إلى الخيمة فإذا هي مدفونة في الخيمة والفضة تحتها فأخذوها من وسط الخيمة وأتوا بها يشوع وجميع بني إسرائيل وطرحوها أمام الرب فأخذ يشوع عاكان بن زارح والفضة والرداء وسبيكة الذهب وبنيه وبناته وبقره وحميره وغنمه وخيمته وسائر ما له وصحبه كل إسرائيل وأتوا بهم وادي عكور وقال يشوع لماذا جلبت النحس علينا؟ جلب الرب النحس عليك في هذا اليوم فرجمه كل إسرائيل بالحجارة ثم أحرقوهم بالنار بعد ما رجموهم بالحجارة وأقاموا عليه كومة عظيمة من الحجار إلى هذا اليوم فرجع الرب عن شدة غضبه لأجل ذلك سمي ذلك المكان وادي عكور إلى هذا اليوم
سفر يشوع بن نون الفصل الثامن
قال الرب ليشوع لا تخف ولا تفزع خذ معك جميع رجال الحرب وقم فاصعد إلى العي انظر فإني قد أسلمت إلى يدك ملك العي وشعبه ومدينته وأرضه فتفعل بالعي وملكها كما فعلت بأريحا وملكها غير أن غنائمها وبهائمها فقط تغنمونها لأنفسكم واجعل لك كمينا من وراء المدينة فقام يشوع وسائر المحاربين البواسل ليصعدوا إلى العي واختار يشوع ثلاثين ألف رجل من رجال القتال وأرسلهم ليلا وأمرهم فقال لهم انظروا أنتم تكمنون للمدينة من ورائها لا تبعدوا عنها كثيرا وكونوا كلكم مستعدين وأنا وكل الشعب الذي معي نتقدم إلى المدينة فيكون إذا هم خرجوا علينا كالمرة الأولى أننا ننهزم من وجوههم فيخرجون وراءنا حتى نجرهم عن المدينة لأنهم يقولون هم منهزمون أمامنا كالمرة الأولى وأما نحن فننهزم قدامهم فتقومون أنتم من المكمن وتستولون على المدينة لأن الرب يسلمها إلى أيديكم فإذا استوليتم عليها فأحرقوها بالنار كما أمر الرب تفعلون انظروا فقد أمرتكم وأرسلهم يشوع فساروا إلى المكمن وأقاموا بين بيت إيل والعي غربي العي وبات يشوع تلك الليلة في وسط الشعب ثم بكر يشوع في الصباح واستعرض الشعب وصعد هو وشيوخ إسرائيل أمام الشعب إلى العي وصعد جميع رجال الحرب الذين معه وتقدموا وأتوا إلى مقابل المدينة وخيموا شمال العي والوادي بينهم وبين العي وأخذ نحو خمسة آلاف رجل وجعلهم كمينا بين بيت إيل والعي غربي المدينة ونصب الشعب كل المخيم الذي كان شمال المدينة وأقام المؤخرة غربيها وأما يشوع فسار في ذلك الليل إلى وسط الوادي فلما رأى ملك العي ذلك بادر رجال المدينة وبكروا وخرجوا على إسرائيل لملاقاته الملك وكل شعبه للحرب جهة العربة ولم يعلم أن وراء المدينة كمينا فانهزم يشوع كل إسرائيل من أمامهم وهربوا في طريق البرية فتنادى كل الشعب الذي في المدينة ليسعى في إثرهم وجد وراء يشوع حتى أبعد عن المدينة ولم يبق أحد في العي وبيت إيل إلا خرج في إثر إسرائيل وتركوا المدينة مفتوحة وسعوا وراء إسرائيل فقال الرب ليشوع سدد الحربة التي بيدك نحو العي فإني أسلمها إلى يدك فسدد يشوع الحربة التي بيده نحو المدينة وعندما مد يده قام الكامنون بسرعة من مواضعهم وعدوا إلى المدينة فاستولوا عليها وأسرعوا إلى إحراق المدينة بالنار فالتفت رجال العي ونظروا فإذا دخان المدينة صاعد إلى السماء فلم يبق سبيل للهرب إلى هنا وهنا لأن الشعب الذي كان قد انهزم إلى البرية ارتد على مطارديه ولما رأى يشوع وكل إسرائيل أن الكامنين قد استولوا على المدينة وقد ارتفع دخانها عادوا وضربوا رجال العي وخرج الكامنون من المدينة للقائهم، فصار القوم في وسط إسرائيل هؤلاء من هنا وأولئك من هناك. فضربوهم حتى لم يبق مهم باق ولا شريد وقبضوا على ملك العي حيا وقادوه إلى يشوع ولما انتهى بنو إسرائيل من قتل جميع سكان العي في الحقول وفي البرية حيث طاردوهم، وسقطوا جميعهم بحد السيف عن آخرهم، رجع كل إسرائيل إلى العي وضربوها بحد السيف وكان جملة من سقط في ذلك اليوم من رجل وامرأة اثني عشر ألفا جميع أهل العي ولم يردد يشوع يده التي مدها بالحربة حتى حرم جميع سكان العي ولم يغنم إسرائيل لنفسه سوى البهائم وأسلاب تلك المدينة على حسب أمر الرب الذي أمر به يشوع وأحرق يشوع العي وجعلها ركاما للأبد خرابا إلى هذا اليوم وأما ملك العي فقد علقه على شجرة حتى المساء وعند غروب الشمس أمر يشوع فأنزلوا جثته عن الشجرة وألقوها عند مدخل باب المدينة وجعلوا عليه كومة كبيرة من الحجارة إلى هذا اليوم حينئذ بنى يشوع مذبحا للرب إله إسرائيل في جبل عيبال كما أمر موسى عبد الرب بني إسرائيل على ما هو مكتوب في سفر توراة موسى مذبحا من حجارة غير منحوتة لم يرفع عليها حديد وأصعدوا عليه محرقات للرب وذبحوا ذبائح سلامية وكتب هناك على الحجارة تثنية اشتراع موسى التي كتبها أمام بني إسرائيل وكان كل إسرائيل وشيوخه كتبته وقضاته واقفين على جانبي التابوت من ههنا وههنا مقابل الكهنة اللاولين حاملي تابوت عهد الرب النزيل وابن البلد نصفهم إلى جهة جبل جرزيم والنصف الآخر إلى جهة جبل عيبال كما كان موسى عبد الرب قد أمر أن يبارك أولا شعب إسرائيل وبعد ذلك تلا كلام التوراة كله من البركة واللعنة بحسب كل ما كتب في سفر التوراة لم تكن كلمة من كل ما أمر به موسى لم يتلها يشوع بحضرة جماعة إسرائيل كلها مع النساء والأطفال والنزيل السائر معهم
سفر يشوع بن نون الفصل التاسع
فلما سمع جميع الملوك الذين في عبر الأردن في الجبل والسهل وفي كل ساحل البحر الكبير إلى مقابل لبنان الحثي والأموري والكنعاني والفرزي والحوي واليبوسى تجمعوا معا لقتال يشوع وإسرائيل بالاتفاق وسمع سكان جبعون بما فعله يشوع بأريحا وبالعي فاحتالوا هم أيضا ومضوا فتنكروا وأخذوا لحميرهم أكياسا بالية وزقاق خمر عتيقة مشققة مرقعة ونعالا عتيقة مرقعة في أرجلهم وثيابا بالية عليهم وكان كل خبز زادهم يابسا مفتتا ومضوا إلى يشوع إلى مخيم الجلجال وقالوا له ولرجال إسرائيل إننا قادمون من أرض بعيدة فاقطعوا لنا عهدا فقال رجال إسرائيل للحويين لعلكم مقيمون في وسطنا فكيف نقطع لكم عهدا؟ فقالوا ليشوع إنما نحن عبيدك فقال لهم يشوع من أنتم ومن أين أقبلتم؟فقالوا له قد قدم عبيدك من أرض بعيدة جدا على اسم الرب إلهك لأننا سمعنا بخبره وبكل ما صنع في مصر كل ما صنع بملكي الأموريين اللذين في عبر الأردن سيحون ملك حشبون وعوج ملك باشان الذي في عشتاروت فكلمنا شيوخنا وسائر سكان أرضنا قائلين: خذوا في أيديكم زادا للطريق وامضوا للقائهم وقولوا لهم إنما نحن عبيدكم فاقطعوا لنا عهدا هذا خبزنا تزودناه سخنا من بيوتنا في يوم خروجنا للذهاب إليكم وها هو الآن يابس وقد صار مفتتا وهذه زقاق الخمر ملأناها جديدة وها هي مشققة وهذه ثيابنا ونعالنا قد عتقت من طول الطريق فأخذ الناس من زادهم ولم يستطلعوا الرب وسالمهم يشوع وقطع لهم عهدا على الإبقاء عليهم وحلف لهم رؤساء الجماعة وكان بعد ثلاثة أيام من قطعهم العهد لهم أن سمعوا أن القوم جيران لهم وأنهم ساكنون في وسطهم ذلك بأن بني إسرائيل رحلوا وأتوا مدن القوم في اليوم الثالث وهي جبعون وكفيرة وبئروت وقرية يعاريم ولم يضربهم بنو إسرائيل لأن رؤساء الجماعة كانوا قد حلفوا لهم بالرب إله إسرائيل فتذمرت كل الجماعة على الرؤساءفقال جميع الرؤساء للجماعة كلها: "إننا قد حلفنا لهم بالرب إله إسرائيل والآن فلا سبيل لنا أن نمسهم بشر هكذا نصنع بهم ونبقي عليهم فلا يكون علينا غضب بسبب اليمين التي حلفناها لهم وقال الرؤساء لهم ليبق عليهم ويكونوا جامعي حطب ومستقي ماء للجماعة كلها هذا ما قاله الرؤساء لهم فاستدعاهم يشوع وخاطبهم قائلا لماذا خدعتمونا وقلتم إننا بعيدون منكم جدا وأنتم مقيمون بقربنا؟والآن ملعونون أنتم فلن تزالوا عبيدا وجامعي حطب ومستقي ماء لبيت إلهي فأجابوا يشوع وقالوا إن عبيدك قد أخبروا بكل ما أمر به الرب موسى عبده من أن يعطيكم كل الأرض ويبيد جميع سكان الأرض من أمامكم فخفنا جدا على أنفسنا بسببكم وفعلنا هذا الأمر فها نحن الآن في يدك فما كان حسنا وقويما في عينيك أن تصنعه لنا فاصنعه في بهم كذلك وأنقذهم من أيدي بني إسرائيل فلم يقتلوهم وجعلهم يشوع في ذلك اليوم جامعي حطب ومستقي دماء للجماعة ولمذبح الرب إلى هذا اليوم في المكان الذي يختاره
سفر يشوع بن نون الفصل العاشر
ولما سمع أدوني صادق ملك أورشليم أن يشوع قد استولى على العي وحرمها وفعل بالعي وملكها كما فعل بأريحا وملكها وأن أهل جبعون قد سالموا إسرائيل وأقاموا فيما بينهم خاف خوفا شديدا لأن جبعون مدينة عظيمة مثل إحدى المدن الملكية وهي أكبر همن العي وجميع رجالها أبطال فأرسل أدوني صادق ملك أورشليم إلى هوهام ملك حبرون وفرآم ملك يرموت ويافيع ملك لاكيش ودبير ملك عجلون قائلا إصعدوا إلي وناصروني فنضرب جبعون لأنها قد سالمت يشوع وبني إسرائيل فتجمع ملوك الأموريين الخمسة ملك أورشليم وملك حبرون وملك يرموت وملك لاكيش وملك عجلون وصعدوا بجميع جيوشهم وعسكروا على جبعون وحاربوها فأرسل أهل جبعون إلى يشوع، إلى المخيم بالجلجال قائلين لا ترع يدك عن عبيدك بل اصعد إلينا عاجلا فخلصنا وانصرنا فإنه قد تجمع علينا جميع ملوك الأموريين سكان الجبل فصعد يشوع من الجلجال هو وجميع المحاربين البواسل معه كل رجال القتال فقال الرب ليشوع لا تخف منهم فإني قد أسلمتهم إلى يدك فلا يقف أحد منهم في وجهك فزحف إليهم يشوع بغتة وكان قد قضى الليل كله صاعدا من الجلجال فهزمهم الرب أمام إسرائيل وضربهم ضربة شديدة في جبعون وطاردهم في طريق عقبة بيت حورون وضربهم حتى عزيقة وحتى مقيدة وفيما هم منهزمون من أمام إسرائيل وهم في منحدر بيت حورون رماهم الرب بحجارة ضخمة من السماء حتى عزيقة فماتوا وكان الذين ماتوا بحجارة البرد أكثر من الذين قتلهم بنو إسرائيل بالسيف حينئذ كلم يشوع الرب يوم أسلم الرب الأموريين بين أيدي بني إسرائيل فقال أمام عيون إسرائيل يا شمس، قني على جبعون ويا قمر على وادي أيالون فوقفت الشمس وثبت القمر إلى أن انتقمت الأمة من أعدائها أوليس ذلك مكتوبا في سفر المستقيم؟فوقفت الشمس في كبد السماء وأبطأت عن الغروب نحو يوم كامل ولم يكن مثل ذلك اليوم قبله ولا بعده سمع فيه الرب لصوت إنسان لأن الرب قاتل عن إسرائيل ثم رجع يشوع كل إسرائيل معه إلى مخيم الجلجال وهرب أولئك الملوك الخمسة واختبأوا في مغارة بمقيدة فأخبر يشوع فقيل له قد وجد الملوك الخمسة مختبئين في مغار بمقيدة فقال يشوع دحرجوا حجارة كبيرة على فم المغارة وأقيموا عليها قوما يحرسونها وأنتم لا تتوقفوا بل طاردوا أعداءكم وأهلكوا مؤخرتهم ولا تدعوهم يدخلون مدنهم فإن الرب إلهكم قد أسلمهم إلى أيديكم ولما انتهى يشوع وبنو إسرائيل من ضربهم ضربة شديدة جدا حتى أفنوهم ودخل من بقي منهم المدن المحصنة رجع كل الشعب إلى المخيم إلى يشوع في مقيدة بسلام ولم يحرك أحد على بني إسرائيل لسانه فقال يشوع افتحوا فم المغار وأخرجوا إلي الملوك الخمسة من المغارة ففعلوا وأخرجوا إليه أولئك الملوك الخمسة من المغارة ملك أورشليم وملك حبرون وملك يرموت وملك لاكيش وملك عجلون ولما أخرجوا أولئك الملوك إلى يشوع استدعى يشوع جميع رجال إسرائيل وقال لقواد رجال الحرب الذين ساروا معه تقدسوا فضعوا أقدامكم على رقاب هؤلاء الملوك فتقدموا فوضعوا أقدامهم على رقابهم فقال لهم يشوع لا تخشوا ولا تفزعوا بل تشجعوا وتشددوا فإنه هكذا يفعل الرب بجميع أعدائكم الذين أنتم تحاربونهم وضربهم يشوع بعد ذلك وقتلهم وعلقهم على خمس أشجار فلبثوا معلقين على الأشجار إلى المساءوعند غروب الشمس أمر يشوع فأنزلوهم عن الأشجار وطرحوهم في المغارة التي اختبأوا فيها وجعلوا على فم المغاررة حجارة كبيرة إلى يومنا هذا واستولى يشوع في ذلك أليوم على مقيدة وضربها بحد السيف وحرم ملكها وجميع الأنفس التي فيها ولم يبق باقيا. وصنع بملك مقيدة كما صفع بملك أريحا ثم اجتاز يشوع كل إسرائيل معه صت مقيدة إلى لبنة وحاربها فأسلمها الرب أيضا إلى أيدي إسرائيل هي وملكها فضربها بحد السيف وقتل كل نفس فيها ولم يبق فيها باقيا وفعل بملكها كما فعل بملك اريحا واجتاز يشوع وكل اسرائيل معه من لبنة الى لاكيش وعسكر عليها وحاربها فأسلم الرب لاكيش إلى أيدي إسرائيل فأستولى عليها في اليوم الثاني وضربها بحد السيف وقتل كل نفس فيها كما فعل بلبنة حينئذ صعد هورام ملك جازر لنجدة لاكيش فضربه يشوع ول هو وقومه حتى لم يبق منهم باقيا وأجتاز يشوع كل إسراثيل معه من لاكيش إلى عجلون وعسكروا عليها وحاربوها وآستولوا عليها في ذلك اليوم وضربوها بحد السيف وحرم كل نفس فيها في ذلك اليوم عينه كما فعل بلا كيش وصعد يشوع وكل اسرائيل معه من عجلون الى حبرون وحاربوها وآستولوا عليها وضربوها بحد السيف هي وملكها وجميع مدنها وكل نفس فيها ولم يبق منهم باقيا كما فعل بعجلون وحرمها هي وكل نفس فيها وعاد يشوع وكل إسرائيل معه إلى دبير وحاربها واستولى عليها وعلى ملكها وسائر مدنها وضربوهم بحد السيف وحرموا كل نفس فيها ولم يبق باقيا كما صنع بحبرون صنع بدبير وملكها وكما صنع بلبنة وملكها وضرب يشوع المنطقة كلها الجبل والنقب والسهل والسفوح وجميع ملوكها ولم يبق باقيا بل حرم كل نسمة كما أمر الرب إله إسرائيل وضربهم يشوع من قادش برنيع إلى غزة مع كل أرض جوشن إلى جبعون واستولى يشوع على جميع أولئك الملوك وأرضهم دفعة واحدة لأن الرب إله إسرائيل كان يحارب عن إسرائيل ثم رجع يشوع كل إسرائيل معه إلى مخيم الجلجال
سفر يشوع بن نون الفصل الحادي عشر
ولما سمع يابين ملك حاصور بذلك أرسل إلى يوباب ملك مادون وإلى ملك شمرون وملك أكشاف وإلى الملوك الذين إلى الشمال في الجبل وفي العربة جنوبي كنروت وفي السهل وفي سفوح دور غربا وإلى الكنعاني شرقا وغربا والأموري والحثي والفرزي واليبوسي في الجبل والحوي نحت حرمون في أرض المصفاة فخرجوا بكل جيوشهم في شعب كثير مثل الرمل الذي على شاطئ البحر كثرة وخيل ومركبات كثبر جدا واجتمع جميع أولئك الملوك وجاؤوا وعسكروا سوية عند مياه ميروم لمحاربة إسرائيل فقال الرب ليشوع لا تخف من وجوههم فإني في مثل هذا الوقت من غد أجعلهم جميعا قتلى أمام إسرائيل فعرقب خيلهم وأحرق مركباتهم بالنار فخرج يشوع بغتة عليهم بجميع رجال الحرب عند مياه ميروم وانقضوا عليهم فأسلمهم الرب إلى أيدي إسرائيل فضربوهم وطاردوهم إلى صيدون الكبير ومسرفوت مييم ووادي المصفاة شرقا، وضربوهم حتى لم يبق منهم باق وصنع بهم يشوع كما قال الرب عرقب خيلهم وأحرق مركباتهم بالنار وعاد يشوع في ذلك الوقت فاستولى على حاصور وقتل ملكها بالسيف لأن حاصور كانت قديما رأس جميع تلك الممالك وضربوا كل نفس فيها بحد السيف محرمين إياهم ولم تبق نسمة و حرق حاصور بالنار واستولى يشوع على جميع مدن أولئك الملوك مع ملوكها وضربهم بحد السيف وحرمهم كما أمر موسى عبد الرب فأما المدن الواقعة على تلالها فلم يحرقها إسرائيل بالنار إلا حاصور وحدها فأحرقها يشوع وجميع غنائم تلك المدن وبهائمها اغتنمها بنو إسرائيل لأنفسهم وأما البشر فضربوهم جميعا بحد السيف حتى أبادوهم ولم يبقوا نسمة كما أمر الرب موسى عبده أمر موسى يشوع وكذلك فعل يشوع لم يهمل كلمة من كل ما أمر الرب به موسى وأخذ يشوع تلك الأرض كلها الجبل وكل النقب كل منطقة جوشف والسهل والعربة وجبل إسرائيل وسهله من الجبل الأقرع الممتد جهة سعير إلى بعل جاد في بقعة لبنان تحت جبل حرمون واستولى على جميع ملوكها فضربهم وقتلهم وحارب يشوع جميع أولئك الملوك أياما كثيرة لم يكن هناك مدينة سالمت بني إسرائيل سوى الحويين سكان جبعون وإنما أخذوا جميع المدن بالحرب لأن ذلك كان من قبل الرب فقسى قلوبهم حتى خرجوا على بني إسرائيل للقتال لكي يحرموا ولا يرحموا بل يستأصلوا كما أمر الرب موسى وجاء يشوع ني ذلك الوقت وقرض العناقيين من الجبل من حبرون ودبير وعناب ومن سائر جبل يهوذا وكل جبل إسرائيل حرمهم يشوع مع مدنهم ولم يبق عناقي في أرض بني إسرائيل إلا في غزة وجت وأشدود وأخذ يشوع كل الأرض على حسب ما قال الرب لموسى وأعطاها يشوع ميراثا لإسرائيل على حسب أقسامهم وأسباطهم وهدأت الأرض من الحرب
سفر يشوع بن نون الفصل الثاني عشر
وهذا من ضربه بنو إسرائيل من ملوك الأرض وورثوا أرضه في عبر الأردن ناحية مشرق الشمس وهي من وادي أرنون إلى جبل حرمون وكل العربة شرقا سيحون ملك الأموري المقيم بحشبون المتسلط من عروعير التي على جانب وادي أرنون إلى وسط الوادي مع نصف جلعاد إلى وادي يبوق حدود بني عمون والعربة إلى بحر كنروت جهة الشرق وإلى بحر العربة بحر الملح جهة الشرق على طريق بيت يشيموت ومن الجنوب ما تحت سفوح الفسجة والساحل وعوج ملك باشان الذي هو من بقية رفائيم المقيم بعشتاروت وبأدرعي وهو متسلط على جبل حرمون وسلكة وكل باشان إلى حدود الجشوري والمعكي وإلى نصف جلعاد وهو أرض سيحون ملك حشبون هذان ضربهما موسى عبد الرب وبنو إسرائيل وأعطى موسى عبد الرب أرضهما إرثا للرأوبيني والجادي ولنصف سبط منسى وهذا من ضربه يشوع وبنو إسرائيل من ملوك الأرض في عبر الأردن غربا من بعل جاد في بقعة لبنان إلى الجبل الأقرع الممتد إلى سعير وأعطى أرضه لأسباط إسرائيل إرثا على حسب أقسامها في الجبل والسهل والعربة والسفوح والبرية والنقب أراضي الحثي والأموري والكنعاني والفرزي والحوي واليبوسي ملك أريحا واحد ملك العي التي بجانب بيت إيل واحد ملك أورشليم واحد ملك حبرون واحد ملك يرموث واحد ملك لاكيش واحد ملك عجلون واحد ملك جازر واحد ملك دبير واحد ملك جادر واحد ملك حرمة واحد سلك عراد واحد ملك لبنة واحد ملك عدلام واحد ملك مقيدة واحد ملك بيت إيل واحد ملك تفوخ واحد ملك حافر واحد ملك أفيق واحد ملك لشارون واحد ملك مادون واحد ملك حاصور واحد ملك شمرون مراؤون واحد ملك أكشاف واحد ملك تعناك واحد ملك مجدو واحد ملك قادش واحد ملك يقنعام في الكرمل واحد ملك دور في سفح دور واحد ملك جوئيم في الجليل واحد ملك ترصة واحد مجموع الملوك واحد وثلاثون
اعداد الشماس سمير كاكوز
تعليقات
إرسال تعليق