مدخل الى كتاب سفر يشوع بن نون
يأتي سفر يشوع بعد التوراة فيفتتح رواية مرحلة من تاريخ شعب العهد القديم ليست بأقل مراحله شأناً وهو بحسب التقليد اليهودي من مجموعة الأنبياء الأولين من يشوع إلى الملوك يمكن تقسيم سفر يشوع بسهولة إلى قسمين تليهما ثلاث خواتم
سفر يشوع 22 / 1 - 34
حينئذ استدعى يشوع الرأوبينيين والجاديين ونصف سبط منسى وقال لهم قد حفظتم كل ما أمركم به موسى عبد الرب وسمعتم لقولي في كل ما أمرتكم به ولم تتركوا إخوتكم هذه الأيام الكثيرة إلى هذا اليوم وحفظتم أحكام الرب إلهكم والآن فقد أراح الرب إلهكم إخوتكم كما وعدهم فانصرفوا الآن واذهبوا إلى خيامكم وأرض ملككم التي أعطاكم إياها موسى عبد الرب في عبر الأردن لكن احرصوا على العمل بالوصية والشريعة التي أوصاكم بها موسى عبد الرب من أن تحبوا الرب إلهكم وتسيروا في جميع سبله وتحفظوا وصاياه وتتمسكوا به وتعبدوه بكل قلوبكم ونفوسكم وباركهم يشوع وصرفهم فانطلقوا إلى خيامهم وكان موسى قد ورث نصف سبط منسى في باشان وأما النصف الآخر فورثهم يشوع بين إخوتهم في عبر الأردن غربا وعندما صرفهم يشوع هم أيضا إلى خيامهم باركهم وخاطبهم قائلا بمال كثير تعودون إلى خيامكم وبمواش كثير جدا وبفضة وذهب ونحاس وحديد وثياب كثير جدا فاقتسموا غنائم أعدائكم مع إخوتكم فعاد رأوبين وبنو جاد ونصف سبط منسى من عند بني إسرائيل من شيلو التي في أرض كنعان لينطلقوا إلى أرض جلعاد إلى أرض ملكهم التي تملكوها بحسب أمر الرب على لسان موسى وجاءوا إلى جليلوت الأردن بأرض كنعان وبنى هناك بنو رأوبين وبنو جاد ويصف سبط منسى مذبحا على الأردن عظيم المنظر فسمع بنو إسرائيل أن قد بنى بنو رأوبين وبنو جاد ونصف سبط منسى مذبحا قبالة أرض كنعان في جليلوت الأردن في جانب بني إسرائيل فلما سمع بذلك بنو إسرائيل اجتمعت جماعة بني إسرائيل كافة إلى شيلو حتى يصعدوا إليهم ويقاتلوهم وأرسل بنو إسرائيل إلى بني رأوبين وبني جاد ونصف سبط منسى إلى أرض جلعاد فنحاس بن ألعازار الكاهن ومعه عشرة رؤساء من كل بيت أب من جميع أسباط إسرائيل رئيس، وكل واحد منهم كان رئيس بيت أبيه في ألوف إسرائيل فأتوا بني رأوبين وبني جاد ونصف سبط منسى في أرض جلعاد وخاطبوهم قائلين هكذا قالت جماعة الرب كلها ما هذه الخيانة التي خنتم بها إله إسرائيل بتحولكم اليوم عن اتباع الرب إلهكم وبنائكم مذبحا متمردين اليوم على الرب؟أقليل لنا إثم فغور الذي لم نتطهر منه إلى هذا اليوم حين وقعت الضربة بجماعة الرب وأنتم متحولون اليوم عن اتباع الرب؟فأنتم اليوم تتمردون على الرب وهو غدا يغضب على جماعة إسرائيل بأسرها فإن كانت أرض ملككم نجسة فاعبروا إلى أرض ملك الرب التي حل فيها مسكن الرب وتملكوا في وسطنا ولا تتمردوا على الرب ولا علينا ببنائكم لكم مذبحا غير مذبح الرب إلهنا ألم يكن أن عاكان بن زارح هو خان في أمر المحرم فكان الغضب على جماعة إسرائيل كلها مع أنه كان رجلا واحدا ولكنه لم يمت بإثمه وحده؟فأجاب بنو رأوبين وبنو جاد ونصف سبط منسى وقالوا لرؤساء ألوف إسرائيل إله الآلهة الرب إله الآلهة الرب هو يعلم وإسرائيل هو يعلم إن كان الأمر تمردا على الرب أو خيانة فلا ينجنا في هذا اليوم إن كنا بنينا لنا مذبحا لنتحول عن اتباع الرب ولنقدم عليه محرقة أو تقدمة أو نصنع عليه ذبائح سلامية فليحاسب الرب لم نفعل ذلك إلا خوفا وعن سبب قائلين غدا يقول بنوكم لبنينا ما لكم والرب إله إسرائيل؟وقد جعل الرب فاصلا بيننا وبينكم يا بني رأوبين وبني جاد وهو الأردن فليس لكم نصيب في الرب فيرد بنوكم بنينا عن مخافة الرب فقلنا لنصنع لأنفسنا ونبن لنا مذبحا لا لمحرقة ولا لذبيحة بل ليكون شاهدا بيننا وبينكم وبين أجيالنا من بعدنا على أننا نعبد الرب أمامه بمحرقاتنا وذبائحنا وذبائحنا السلامية فلا يقول بنوكم غدا لبنينا ليس لكم نصيب في الرب وقلنا أيضا إذا قالوا غدا هذا لنا ولأجيالنا نقول انظروا شكل مذبح الرب الذي صنعه آباؤنا لا لمحرقة ولا لذبيحة بل ليكون شاهدا بيننا وبينكم حاش لنا أن نتمرد على الرب أو نتحول اليوم عن اتباع الرب بأن نبني مذبحا للمحرقة أو للتقدمة أو للذبيحة غير مذبح الرب إلهنا الذي أمام مسكنه فلما سمع الكاهن فنحاس ورؤساء الجماعة ورؤساء ألوف إسرائيل الذين معه الكلام الذي قاله بنو رأوبين وبنو جاد وبنو منسى حسن قي عيونهم فقال الكاهن فنحاس بن ألعازار لبني رأوبين وبني جاد وبني منسى اليوم علمنا أن الرب في وسطنا لأنكم لم تخونوا الرب تلك الخيانة وقد أنقذتم بني إسرائيل من يد الرب ورجع الكاهن فنحاس بن ألعازار والرؤساء من عند بني رأوبين وبني جاد من أرض جلعاد إلى أرض كنعان إلى بني إسرائيل وردوا عليهم الجواب فحسن الأمر عند بني إسرائيل وبارك بنو إسرائيل الله، ولم يعودوا يتكلمون على الصعود لقتالهم وإتلاف الأرض المقيم بها بنو رأوبين وبنو جاد وسمى بنو رأوبين وبنو جاد المذبح شاهدا لأنه شاهد بيننا أن الرب هو الله
سفر يشوع 23 / 1 - 16
وكان بعد أيام كثرة بعد أن أراح الرب إسرائيل من جميع من حوله من أعدائه، أن يشوع شاخ وطعن في السن فاستدعى يشوع كل إسرائيل وشيوخه ورؤساءه وقضاته كتبته وقال لهم أنا قد شخت وطعنت في السن وقد رأيتم كل ما فعل الرب إلهكم بجميع تلك الأمم من أجلكم لأن الرب إلهكم هو المحارب عنكم أنظروا فقد قسمت لكم بالقرعة تلك الأمم الباقية ميراثا لأسباطكم وجميع الأمم التي قرضتها من الأردن إلى البحر الكبير نحو مغرب الشمس والرب إلهكم يدفعها من أمامكم ويطردها من أمامكم وترثون أرضها كما قال لكم الرب إلهكم فتشددوا جدا لتحفظوا كل ما كتب في سفر توراة موسى وتعملوا به ولا تحيدوا عنه يمنة ولا يسرة لئلا تختلطوا بهذه الأمم الباقية معكم ولا تذكروا اسم آلهتها ولا تحلفوا بها ولا تعبدوها ولا تسجدوا لها بل بالرب إلهكم تتعلقون كما فعلتم إلى هذا اليوم لقد طرد الرب من أمامكم اسما عظيمة قوية ولم يثبت في وجوهكم أحد إلى هذا اليوم الواحد منكم يطارد ألفا لأن الرب إلهكم هو المحارب عنكم كما قال لكم فاحرصوا لأنفسكم جدا أن تحبوا الرب إلهكم ولكن إن ارتددتم وتعلقتم ببقية تلك الأمم التي بقيت معكما وصاهرتموها ودخلتم بينها ودخلت بينكم فاعلموا أن الرب إلهكم لا يعود يطرد تلك الأمم من وجهكم بل تصير لكم شبكة وفخا وسوطا على جنوبكم وشوكا في عيونكم حتى تزولوا عن هذه ألأرض الطيبة التي أعطاكم الرب إلهكم إياها وهاءنذا اليوم ذاهب في طريق الأرض كلها وأنتم تعلمون بجميع قلوبكم وجميع نفوسكم أن لم تسقط كلمة واحدة من جميع كلمات الخير التي قالها الرب إلهكم في شأنكم بل تمت لكم كلها ولم تسقط منها كلمة واحدة فيكون كما تمت لكم كلمة الخير التي كلمكم بها الرب إلهكم أنه يجلب عليكم الرب كل كلمة الشر حتى يبيدكم عن الأرض الطيبة التي أعطاكم الرب إلهكم إياها إذا خالفتم عهد الرب إلهكم والذي أمركم به فذهبتم وعبدتم آلهة أخرى وسجدتم لها غضب الرب عليكم فتزولون عاجلا عن الأرض الطيبة التي أعطاكم إياها
سفر يشوع 24 / 1 - 33
وجمع يشوع جميع أسباط إسرائيل في شكيم واستدعى شيوخ إسرائيل ورؤساءهم وقضاتهم كتبتهم فمثلوا أمام الرب فقال يشوع لكل الشعب هكذا قال الرب إله إسرائيل في عبر النهر سكن آباؤكم من قديم تارح أبو إبراهيم وأبو ناحور وعبدوا آلهة أخرى فأخذت إبراهيم أباكم من عبر النهر وسيرته في كل أرض كنعان كثرت نسله ورزقته إسحق ورزقت إسحق يعقوب وعيسو وأعطيت عيسو جبل سعير ليرثه ويعقوب وبنوه نزلوا إلى مصر فأرسلت موسى وهارون وضربت مصر بما فعلت في وسطها وبعد هذا أخرجتكم فأخرجت آباءكم من مصر ودخلتم البحر فطارد المصريون آباءكم بالمركبات والفرسان إلى بحر القصب فصرخوا إلى الرب فجعل بينهم وبين المصريين ظلمة ثم رد البحر عليهم فغطاهم وقد رأت عيونكم ما فعلت في مصر وأقمتم بالبرية أياما كثيرة ثم دخلت بكم أرض الأموريين الساكنين في عبر الأردن، فحاربوكم فأسلمتهم إلى أيديكم وورثتم أرضهم واستأصلتهم من أمامكم فقام بالاق بن صفور ملك موآب وحارب إسرائيل وأرسل فدعا بلعام بن بعور ليلعنكم فأبيت أن أسمع لبلعام فبارككم وأنقدتكم من يده ثم عبرتم الأردن ووصلتم إلى أريحا فحاربكم أهل أريحا الأموريون والفرزيون والكنعانيون والحثيون والجرجاشيون والحويون واليبوسيون فأسلمتهم إلى أيديكم وأرسلت قدامكم الزنابير فطردت ملكي الأموريين من أمامكم لا بسيفك ولا بقوسك وأعطيتكم أرضا لم تتعب فيها ومدنا أتبنها فأقمتم بها وكروما وزيتونا لم تغرسوها وأنتم تأكلونها والآن اتقوا الرب واعبدوه بكمال ووفاء وأبعدوا الآلهة التي عبدها آباؤكم في عبر النهر وفي مصر واعبدوا الرب وإن ساء في أعينكم أن تعبدوا الرب فاختاروا لكم اليوم من تعبدون إما الآلهة التي عبدها آباؤكم في عبر النهر أو آلهة الأموريين الذين أنتم مقيمون بأرضهم أما أنا وبيتي فنعبد الرب فأجاب الشعب وقال حاش لنا أن نترك الرب ونعبد آلهة أخرى لأن الرب إلهنا هو الذي أصعدنا، نحن وآباءنا من أرض مصر من دار العبودية والذي صنع أمام عيوننا تلك الآيات العظيمة وحفظنا في كل الطريق الذي سلكناه وبين جميع الشعوب التي عبرنا في وسطها وقد طرد الرب من أمامنا جميع الشعوب والأموريين الساكنين في الأرض فنحن أيضا نعبد الرب لأنه إلهنا فقال يشوع للشعب لا تستطيعون أن تعبدوا الرب لأنه إله قدوس إله غيور لا يصبر على معاصيكم وخطاياكم لأنكم إذا تركتم الرب وعبدتم آلهة غريبة ينقلب عليكم ويسيء إليكم ويفنيكم بعد ما كان قد أحسن إليكم فقال الشعب ليشوع كلا بل الرب نعبد فقال يشوع للشعب أنتم شهود على أنفسكم أنكم قد اخترتم لأنفسكم الرب لتعبدوه فقالوا نحن شهود فقال والآن أبعدوا الآلهة الغريبة التي في وسطكم وأميلوا قلوبكم إلى الرب إله إسرائيل فقال الشعب ليشوع الرب إلهنا نعبد ولصوته نسمع فقطع يشوع للشعب عهدا في ذلك اليوم وجعل لهم فريضة وحكما في شكيم كتب يشوع هذا الكلام في سفر توراة الله وأخذ حجرا كبيرا ونصبه هناك تحت البلوطة التي عند مقدس الرب وقال يشوع لكل الشعب هذا الحجر يكون شاهدا علينا لأنه قد سمع جميع أقوال الرب التي كلمنا بها فيكون عليكم شاهدا لئلا تنكروا إلهكم ثم صرف يشوع الشعب كل واحد إلى ميراثه وكان بعد هذه الأحداث أن مات يشوع بن نون، عبد الرب وهو ابن مئة وعشر سنين فدفنوه في أرض ميراثه في تمنة سارح التي في جبل أفرائيم إلى شمال جبل جاعش وعبد إسرائيل الرب كل أيام يشوع كل أيام الشيوخ الذين امتدت أيامهم إلى ما بعد يشوع والذين عرفوا كل ما صنعه الرب مما صنع لإسرائيل وعظام يوسف التي أصعدها بنو إسرائيل من مصر دفنوها في شكيم في قطعة الحقل الذي اشتراه يعقوب من بني حمور أبي شكيم بمئة قسيطة وصارت عظام يوسف ميراثا لبنيه ومات ألعازار بن هارون فدفنوه في جبعة مدينة فنحاس ابنه التي أعطيت له في جبل أفرائيم
اعداد الشماس سمير كاكوز
تعليقات
إرسال تعليق